![]() |
مراحل نمو الجنين |
الإعجاز العلمي في مراحل خلق الإنسان في السنة النبوية الشريفة:
المحتوي :
1 - خلق الإنسان من ماء الرجل والمرأة.
2 - مدة أطوار خلق الجنين في بطن أمه وموعد خلقه.
3 - هل هناك تضارب بين حديث أطوار خلق الإنسان وحديث التشكيل؟
4 - الجنين في عالم الطب الحديث.
5 - التوقيت لمراحل نمو الجنين.
6 - موعد تخليق الجنين في بطن أمه حسب الأجهزة والدراسات الحديثة.
7 - الإعجاز العلمي في حديث مراحل خلق الإنسان.
خلق الإنسان من ماء الرجل والمرأة:
خلق الله تعالي الإنسان وكرمه وأمره بتعمير الكون وفق أسس عبادته سبحانه وتعالي، وخلق الله تعالي الزوجين الذكر والأنثى من ماء الرجل وبويضة الأنثى بعد أن اندمجا وتكون منهما الجنين؛ قال تعالي في خلق الإنسان من النطفة : ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى، مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) النجم (45، 46)
وقال تعالى :﴿ فَلْيَنظُرْ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ(5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ(6)﴾ الطارق
وقال تعالي : ( ألم يك نطفة من مًنِيِّ يُمنَى ) القيامة ( 37 )
وذكر الله تعالي أن الإنسان خُلق من نطفة مختلطة ممتزجة من ماء الرجل وبويضة المرأة؛ فقال تعالى: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ الإنسان (2)
ويمر الإنسان في بطن أمه بمراحل تكوين وأطوار عدة، فقد فصل لنا الله تعالي ذلك في القرآن الكريم؛ فقال تعالي:( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ *) المؤمنون ( 12 : 14)
وبين الله تعالي أن تمام خلق الإنسان يكون في رحم أمه؛ قال تعالي: ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) الزمر ( 6 )
وروي الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت قريش: يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي، فقال: لأسألنه عن شئ لا يعلمه إلا نبي، قال فجاء حتى جلس ثم قال: يا محمد مم يخلق الإنسان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا يهودي من كلٍ يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة).
مدة أطوار خلق الجنين في بطن أمه وموعد خلقه:
روي عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلماتٍ: بكَتْبِ رزقه وأجله وعمله، وشقي أو سعيدٌ، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) رواه البخاري ومسلم.
ويتصاعد معني الخلق والتكوين في بطن الأم ويفصل لنا النبي صلي الله عليه وسلم موعد تصوير الإنسان بعد مرور ستة أسابيع علي استقرار النطفة في الرحم، أي بعد أن تصبح علقة كما يبين ذلك حديث الصحيحين السابق روايته عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ فقد روى مسلم عن حُذَيْفَة بْن أَسِيدٍ الْغِفَارِيُّ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( إِذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً، بَعَثَ اللهُ إِلَيْهَا مَلَكًا، فَصَوَّرَهَا، وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَجَلُهُ، فَيَقُولُ رَبُّكَ مَا شَاءَ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ رِزْقُهُ، فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِي يَدِهِ، فَلَا يَزِيدُ عَلَى مَا أُمِرَ وَلَا يَنْقُصُ). (2645)
والعلقة: هي القطعة من العلق وهو الدم الجامد قبل أن ييبس. وقيل: ما اشتدت حمرته. فإذا يبس فليس بعلقة
قال تعالي في سورة العلق : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
إن الماء الذي خلق منه الإنسان يحتوي على حيوانات منوية لا ترى بالعين المجردة وإنما ترى بالمجهر الدقيق، وحيوان واحد من بين الملايين التي تقذف في الرحم يتكوّن منه هذا الإنسان السميع العاقل البصير فتبارك الله أحسن الخالقين.
وبعد أن تصل البويضة المُخصَّبة إلى الرَّحِم، وبعد انقسامِها تُصبِح عبارة عن كتلةٍ من الخلايا الصغيرة، يطلق عليها اسم التُّوتة؛ حيث تُشبِه ثمرة، حينئذٍ تتعلَّق بجدار الرحم، وتستمر في التعلق مدة أربع وعشرين ساعة،
وتتميز العلقة من طبقتينِ؛ هما: طبقة خارجية "آكلة ومغذية"، وطبقة داخلية، ومنها يخلق الله الجنين.
وقد سمى الله - سبحانه - أول سورة نزلت في القرآن باسم هذه المرحلة، ليُذكِّرنا الله - سبحانه - بتلك اللحظات التي كان فيها الإنسان عبارة عن كتله دم عالقة بجدار الرحم تستمد منه الدفء والغذاء والسكن، قال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ ﴾ العلق ( 1، 2 )
ومن النطفة إلى العلقة، حينما تمتزج خلية الذَّكَر ببويضة الأنثى، وتتعلق هذه بجدار الرحم نقطة صغيرة في أول الأمر.
هل هناك تضارب بين حديث أطوار خلق الإنسان وحديث التشكيل؟
بين الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في الحديث الأول مدة كل طور من أطوار خلق الجنين النطفة والعلقة والمضغة ، ثم ينفخ فيه الروح ويكتب رزقه وأجله وعمله، وشقي أو سعيدٌ، وبين في الحديث الثاني أن تشكيل الإنسان يكون بعد اثنتين وأربعين ليلة من جمعه في بطن أمه ويكتب الله تعالي عن طريق الملك الموكل بذلك ؛ أجله ورزقه، ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِي يَدِهِ، فَلَا يَزِيدُ عَلَى مَا أُمِرَ وَلَا يَنْقُصُ.
ويحل هذا الخلاف شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع الفتاوى:
سُئِلَ شيخ الإسلام بن تيمية رَحِمِهَ اللَّهُ عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن النطفة تكون أربعين يومًا نطفة، ثم أربعين يومًا علقة، ثم أربعين مضغة، ثم يكون التصوير والتخطيط والتشكيل ) ثم ورد عن حذيفة بن أسيد: ( أنه إذا مر للنطفة اثنتان وأربعون ليلة بعث اللّه تعالى إليها ملكًا فصورها، وخلق سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها، وعظامها، ثم يقول: يا رب، أذكر، أم أنثى ؟ شقي أم سعيد ؟ فما الرزق وما الأجل؟) وذكر الحديث، فما الجمع بين الحديثين؟
فأجاب رحمه الله:
الحمد للّه رب العالمين، أما الحديث الأول، فهو في الصحيحين عن عبد اللّه بن مسعود قال: حدثنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) وفي طريق آخر: وفي رواية: ( ثم يبعث اللّه ملكًا ويؤمر بأربع كلمات، ويقال: اكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أو سعيد. ثم ينفخ فيه الروح ). فهذا الحديث الصحيح ليس فيه ذكر التصوير متى يكون، لكن فيه أن الملك يكتب رزقه وأجله، وعمله وشقي أو سعيد، قبل نفخ الروح وبعد أن يكون مضغة.
وحديث أنس بن مالك الذي في الصحيح يوافق هذا وهو مرفوع قال: ( إن اللّه عز وجل وكل بالرحم ملكا فيقول: أي رب نطفة، أي رب علقة، أي رب مضغة، فإذا أراد اللّه أن يقضي خلقها قال الملك: أي رب، ذكر أم أنثى ؟ شقي أو سعيد ؟ فما الرزق فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه ). فبين في هذا أن الكتابة تكون بعد أن يكون مضغة.
وأما حديث حذيفة بن أسيد، فهو من أفراد مسلم، ولفظه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث اللّه إليها ملكًا، فصورها، وخلق سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها. ثم يقول: يا رب، أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول: يارب، رزقه؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك؛ ثم يقول: يا رب، أجله؟ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على ما أمر ولا ينقص). فهذا الحديث، فيه أن تصويرها بعد اثنتين وأربعين ليلة، وأنه بعد تصويرها وخلق سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها، يقول الملك: يا رب، أذكر أم أنثى؟ ومعلوم أنها لا تكون لحما وعظامًا حتى تكون مضغة، فهذا موافق لذلك الحديث في أن كتابة الملك تكون بعد ذلك، إلا أن يقال: المراد تقدير اللحم والعظام. وقد روى هذا الحديث بألفاظ فيها إجمال بعضها أبين من بعض، فمن ذلك ما رواه مسلم أيضًا عن حذيفة، سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن النطفة تكون في الرحم أربعين ليلة، ثم يَتَسَوَّرُ عليها الذي يخلِّقها فيقول: يا رب، أذكر، أم أنثى؟ فيجعله اللّه ذكرًا، أو أنثى. ثم يقول: يا رب، سوَىٌّ، أو غير سوَىٌّ ؟ فيجعله اللّه تعالى سويًا أو غير سوي ثم يقول: يا رب، ما أجله وخلقه؟ ثم يجعله اللّه شقيًا أو سعيدًا"
[يَتَسَوَّرُ عليها، أي: ينزل عليها].
فهذا فيه بيان أن كتابة رزقه وأجله، وشقاوته وسعادته، بعد أن يجعله ذكرًا أو أنثى، وسويًا، أو غير سوي. وفي لفظ لمسلم قال:"يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين ليلة أو بخمس وأربعين ليلة. فيقول: يا رب، أشقي، أو سعيد ؟ فيكتب. يا رب، أذكر، أم أنثى ؟ فيكتب رزقه، ويكتب عمله، وأثره، وأجله، ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص" فهذا اللفظ فيه تقديم كتابة السعادة والشقاوة، ولكن يشعر بأن ذلك يكتب بحيث مضت الأربعون. ولكن هذا اللفظ لم يحفظه رواته كما حفظ غيره. ولهذا شك: أبَعْدَ الأربعين، أو خمس وأربعين؟ وغيره إنما ذكر أربعين، أو اثنين وأربعين، وهو الصواب ؛ لأن من ذكر اثنين وأربعين ذكر طرفى الزمان، ومن قال: أربعين حذفهما، ومثل هذا كثير في ذكر الأوقات، فقدم المؤخر وأخر المقدم. أو يقال: إنه لم يذكر ذلك بحرف [ثم] فلا تقتضي ترتيبًا، وإنما قصد أن هذه الأشياء تكون بعد الأربعين. وحينئذ فيقال: أحد الأمرين لازم، إما أن تكون هذه الأمور عقيب الأربعين، ثم تكون عقب المائة والعشرين، ولا محذور في الكتابة مرتين، ويكون المكتوب أولا فيه كتابة الذكر والأنثى. أو يقال: إن ألفاظ هذا الحديث لم تضبط حق الضبط. ولهذا اختلفت رواته في ألفاظه، ولهذا أعرض البخاري عن روايته، وقد يكون أصل الحديث صحيحًا، ويقع في بعض ألفاظه اضطراب، فلا يصلح حينئذ أن يعارض بها ما ثبت في الحديث الصحيح المتفق عليه، الذي لم تختلف ألفاظه، بل قد صدقه غيره من الحديث الصحيح، فقد تلخص الجواب أن ما عارض الحديث المتفق عليه: إما أن يكون موافقًا له في الحقيقة، وإما أن يكون غير محفوظ، فلا معارضة، ولا ريب أن ألفاظه لم تضبط، كما تقدم ذكر الاختلاف فيها، وأقربها اللفظ الذي فيه تقدم التصوير على تقدير الأجل والعمل، و الشقاوة والسعادة، وغاية ما يقال فيه: إنه يقتضي أنه قد يخلق في الأربعين الثانية قبل دخوله في الأربعين الثالثة، وهذا لا يخالف الحديث الصحيح، ولا نعلم أنه باطل، بل قد ذكر النساء: أن الجنين يخلق بعد الأربعين، وأن الذكر يخلق قبل الأنثى.
وهذا يقدم على قول من قال من الفقهاء: إن الجنين لا يخلق في أقل من واحد وثمانين يومًا، فإن هذا إنما بنوه على أن التخليق إنما يكون إذا صار مضغة، ولا يكون مضغة إلا بعد الثمانين، والتخليق ممكن قبل ذلك، وقد أخبر به من أخبر من النساء، ونفس العلقة يمكن تخليقها، واللّه أعلم، وصلى اللّه على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية - ج 4( ص 146،147،148).
الجنين في عالم الطب الحديث :
تقدم الطب تقدماً في مجال الأبحاث والدراسات خاصة مع تطور الأجهزة والأشعة التي يستخدمها الأطباء والعلماء في مجال الطب لمتابعة نمو الجنين ومراحل نموه المختلفة.
التوقيت لمراحل نمو الجنين:
مازال العلم في تطور مستمر ومازال يكشف لنا الحقائق الكثيرة التي تدل علي صدق النبي صلي الله عيه وسلم فيما بلغ عن رب العزة جل وعلا؛ فلو تأملنا آخر الأبحاث في علم الأجنة، ودرسنا المرحلة التي تحدث عنها النبي صلى الله عليه وسلم، أي عندما يكون عمر الجنين 42 يوماً، والمراحل التي يمر بها الجنين منذ أن يكون نطفة وحتى نهاية الأسبوع السادس (42 يوماً)، ونلاحظ أن الجنين لا يأخذ الشكل الإنساني له إلا بعد مرور 42 ليلة عليه، وهذا ما أكده الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف!
فيكون الجنين في البداية نطفة لا تشبه شكل الإنسان، ثم يتحول إلى علقة لا توحي بأي صورة بشرية، وعندما يصبح عمره 42 يوماً تظهر الصورة البشرية واضحة عليه وتستمر حتى نهاية الحمل، فسبحان الله الخلاق العظيم!
![]() |
إعجاز السنة النبوية في مراحل نمو الجنين |
موعد تخليق الجنين في بطن أمه حسب الأجهزة والدراسات الحديثة:
يقول العلماء إن الجنين منذ نهاية الأسبوع السادس أي عندما يصبح عمره 42 يوماً، يبدأ بتمييز الأصوات ويتفاعل معها !
ويؤكد العلماء أن عمر الـ 42 يوماً وما بعده هو حد فاصل بين المرحلة التي يكون فيها الجنين غير مميز، والمرحلة التي يأخذ الجنين فيها شكله البشري، وأنه قبل اليوم الثاني والأربعين لا يمكننا أن نميز الجنين كإنسان بل يبدو مثل جنين معظم الحيوانات...
خلال الأسبوع السادس بعد التخصيب، يبدأ الجنين بالاستجابة للمؤثرات الخارجية من خلال الحركات الانعكاسية، عند نهاية الأسبوع السادس فإننا نستطيع أن نميز الطفل بوضوح ككائن بشري وذلك كما يبدو من خلال المراقبة.
أي أن موجات الدماغ تُلاحظ عندما يكون عمر الجنين 43 يوماً.
الفم :
تبدأ الشفتين العليا والسفلى فى التشكل فى وقت مبكر من الأسبوع السادس بعد الإخصاب، وتظهر بعض الغدد اللعابية بعد مرور ستة أسابيع على الإخصاب
العينين:
تصبح العين فى وضع ما يعكس لنا أن الشبكية قد تشكلت فى الأسبوع السادس بعد الإخصاب؛ فتظهر براعم الجفن العلوى والسفلى وتتطور العينين سريعاً وكذلك الأذنين .
الجهاز العصبي والعضلي والنشاط الحركي:
تبدأ الحركات العامة للجنين من ستة إلى سبعة أسابيع؛ بحيث تبدأ حركات عفوية مثل الوخذ من الجذع والأطراف، ويتم التحكم بحركة العضلات بواسطة الجهاز العصبي، ويتحرك الجنين بشكل عفوى من ستة إلى ثمانية أسابيع بعد الحمل.
القلب:
ينبض القلب بمعدل 40 : 80 نبضة فى الدقيقة كما تم قياسه مع رسم القلب من 6 : 7 أسابيع بعد الحمل؛ فإن قلب الجنين يبدأ بالنبض بوضوح منذ الأسبوع السادس.
وقد لاحظ الدكتور ستيف أن الموجات الصادرة من الدماغ يمكن قياسها في عمر 43-45 يوماً، وكذلك التعابير الواعية من الممكن ملاحظتها بعد هذا العمر.
الإعجاز العلمي في حديث مراحل خلق الإنسان:
بينت ملاحظات العلماء والأجهزة الحديثة المراقبة لمراحل نمو الجنين في بطن أمه أنه بنهاية الأسبوع السادس يأخذ الجنين صورته البشرية، وهذا ما أخبر عنه الحديث بدقة متناهية عندما قال النبي صلي الله عليه وسلم: ( إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصوًّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها )
وبهذا تنتهي مرحلة التخليق، والتي يُسميها علماء الأجنة بالمرحلة الجنينية، هذا وقد أكَّد علم الفحص بأجهزة الموجات فوق الصوتية، أن جميع التركيبات الخارجية والداخلية الموجودة في الشخص البالغ، تتخلَّق من الأسبوع الرابع وحتى الأسبوع الثامن من عمر الجنين، كما يمكن أن ترى جميع أعضاء الجنين بهذه الأجهزة خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
ثم يبدأ الجنين بعد الأسبوع الثامن مرحلة أخرى مختلفة، يُسميها علماء الأجنة بالمرحلة الحميلية، والتي سماها القرآن الكريم من قبلُ: مرحلة النشأة (خلقًا آخر) ؛ ولذلك يُعتبر طَور كساء العظم باللحم الحدَّ الفاصل بين المرحلة الجنينية والمرحلة الحميلية.
فسبحان الله الخلاق العليم الذي قال في كتابه العظيم: ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) فصلت(53)
وصدق رسوله الكريم الذي لا ينقل لنا من تلقاء نفسه بل هو كما قال تعالي : (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ( النجم ( 3 : 4 )
تعليقات: 0
إرسال تعليق